عندما يتعلق الأمر بقرار تسعير الدورة التدريبية على الإنترنت، فغالبًا قد يكون هذا أحد أصعب القرارات التي تحتاج إلى التفكير فيها كصانع دورة تدريبية. إذ وصولك إلى قرار التسعير، يعني الوصول إلى قرار مصيري بشأن الأموال والأرباح المتوقعة، وهو غالبًا الهدف الأساسي من إنشاء الدورة التدريبية. لذا، في هذا المقال سأخبرك بكل شيء قد تحتاج إلى معرفته عن تسعير الدورة التدريبية على الإنترنت.
7 أسباب تخبرك بخطأ استراتيجية السعر المنخفض للدورة التدريبية
واحدة من الاستراتيجيات التي تستخدم في تسعير الدورة التدريبية هي الاعتماد على الأسعار المنخفضة، وذلك للاعتقاد أنّ هذا هو الجانب المناسب للمنافسة مع بقية مقدمي الدورات التدريبية. في الواقع هذا ليس القرار الصحيح أبدًا إذا أردت الاعتماد عليه كاستراتيجية دائمة، وسأخبرك بالأسباب في النقاط التالية.
السبب الأول: عدم القدرة على تحمل تكلفة التسويق لدورتك التدريبية
يظن البعض أنّ إنشاء الدورة التدريبية لا يتطلب أكثر من تكاليف تجهيز الدورة، فهي ليست منتجًا تحتاج إلى تصنيعه باستمرار، ومن ثم لا بد من توفير أدوات له، وليست خدمة تحتاج إلى بذل مجهود لتقديمها في كل مرة. لذا، يختار البعض تسعير الدورة التدريبية بالسعر المنخفض عند بيع الدورة، بهدف جذب العملاء.
لكن ماذا عن تكلفة التسويق للدورة التدريبية؟ كلّما امتلكت المال لفعل ذلك، سيكون بإمكانك تنفيذ أنشطة متعددة للتسويق، وهو ما سيساعدك على جذب العملاء. ناهيك بالطبع عن احتمالية كون أبسط الأنشطة ذات تكلفة أعلى من الإيرادات التي تحققها عند بيع الدورة التدريبية نتيجة السعر المنخفض، بالتالي ستجد أنّك لا تقدر على تحمل تكلفة التسويق، وهذا قد يجعلك تتوقف عن تقديم الدورات التدريبية تمامًا.
السبب الثاني: المنافسة على السعر ليس الخيار الأفضل
عندما تدخل في المنافسة على السعر، يجب أن تدرك أنّ هذا ليس هو الخيار الأفضل، ولن يمنحك استمرارية في عملك، وسأخبرك بالسبب الآن.
أنت الآن تبحث عن المنافسين لك في هذا المجال، لتقدم دوراتك التدريبية بسعر أقل، وبالفعل تنفذ ذلك. لاحقًا سيأتي منافس آخر ويقدم دورته بسعر أقل من دورتك، ماذا ستفعل وقتها؟ ستجد نفسك تفكر في تغيير تسعير الدورة التدريبية وتقليل السعر مرة أخرى.
بالتالي ستجد نفسك تدخل في منافسة شرسة على السعر، وتتراجع أرباحك تدريجيًا في مقابل زيادة التكاليف التي تتحملها في التسويق. لذا، يجب ألّا تضع المنافسة السعرية في الحسبان من البداية، لتجنّب نفسك حدوث هذه المشكلة، وأن تجعل تنافسك على القيمة دائمًا.
السبب الثالث: الوصول إلى العملاء الخاطئين
تذكّر أن لدورتك التدريبية جمهور مستهدف، بالتالي مع تسعير الدورة التدريبية بالاعتماد على المنافسة السعرية، غالبًا قد تصل إلى عملاء خاطئين خارج الفئة المستهدفة. ببساطة قد تصل إلى عملاء لا يهتمون بدورتك بالصورة التي تتوقعها، ومن ثم قد يقبلون على شرائها، لكنّهم لا يستمرون بها مثلًا.
ربما يفكّر أحدهم أن هذا أمر جيد، المهم هو الحصول على الأموال. لكن هذا ليس في صالح دورتك التدريبية، فأنت ترغب في أن تحدث دورتك فارقًا في حياة عملائك، فهذا ما يزيد من قيمتها المحتملة للعملاء، ويجذب المزيد منهم عندما يرون كيف ساهمت دورتك في تحسين حياة الآخرين.
السبب الرابع: تقليل قيمة دورتك التدريبية
يجب أن تفهم أنّ تسعير الدورة التدريبية القليل، لا يزيد من قيمتها في تصور جمهورك المحتمل، إذ يميل الكثير من الأفراد لتقدير قيمة الدورة بمقارنتها مع السعر. عندما يرى الجمهور أنّك تقدم دورة بسعر قليل، قد يفترضون تلقائيًا أنّها دورة متواضعة.
السبب الخامس: تراجع الرغبة في العمل على الدورة التدريبية نتيجة انخفاض الربح المحتمل
تخيل شعورك عندما يكون ربحك المقدر من بيع الدورة التدريبية هو 500 جنيه مثلًا، وعندما يكون 50 جنيه. ترى أيهما سيجعلك تعمل بدافع أكبر؟ بالتأكيد الرقم الأول، وذلك لأنّك تشعر وقتها بالفائدة الكبيرة لعملك، وكيف أنّك ستقدر على تحقيق أرباح مرضية بالنسبة لك.
على عكس تسعير الدورة التدريبية برقم قليل، يقل تحفّزك نحو العمل، وربما تبدأ نشيطًا لكن بمرور الوقت يفتر حماسك تدريجيًا، فأنت وقتها تبدأ في الشعور أنّ الأمر لا يستحق الجهد المبذول.
السبب السادس: عدم القدرة على تنفيذ خطط النمو والتوسع
إذا كنت تفكر في الدورات التدريبية كمصدر دائم للدخل السلبي، أو حتى لديك الرغبة في التوجّه نحو العمل بهذا المجال بالكامل، فلا بد من امتلاك خطط للنمو والتوسع مستقبلًا، وهذا يتطلب امتلاك الأموال، حتى تقدر على تنفيذ هذه الخطط.
لذا، يؤدي تسعير الدورة التدريبية باستراتيجية السعر المنخفض إلى مشكلتين: الأولى هي عدم القدرة على توفير المال اللازم لخططك، الثانية هي عدم قدرتك على جذب شركاء ومدربين آخرين، إذ يكون لديهم تصور أنّ هامش الربح معك سيكون منخفضًا، وبالتالي لا يتحفزون للمشاركة والعمل معك.
السبب السابع: ضياع فرصة محتملة لتحقيق الأرباح
السبب الأخير هو من قال لك أنّ السعر المنخفض هو السبب الوحيد لشراء دورتك؟ تخيل أنّك تقدم دورة تدريبية في مجال لا يوجد به الكثير من المتخصصين، وعندما تقرر تقديم دورة متخصصة ستكون من بين القلائل الذين يفعلون ذلك بجودة عالية، ألا تعتقد أنّ العملاء سيقبلون على الشراء أيًا يكن السعر؟
بالطبع لا يعني ذلك المبالغة في السعر، ولكن أيضًا إدراك أنّ التسعير المنخفض لدورتك سيؤدي إلى ضياع فرصة كبيرة ومحتملة لتحقيق الأرباح، وأنّ عملاءك لديهم الاستعداد لدفع مبلغ أكبر دون أي جهد منك، فقط لقيمة الدورة بالنسبة لهم.
إذًا، متى تستخدم استراتيجية التسعير المنخفض؟
كما أشرت في الفقرة الماضية، لا يجب عليك تسعير الدورة التدريبية باستراتيجية السعر المنخفض إلّا في حالات محدودة فقط، فهي استراتيجية مؤقتة وليس دائمة، وذلك حتى تؤتي ثمارها حقًا. يمكنك بشكل أساسي الاعتماد عليها عند تسعير الدورة التدريبية في الحالات الثلاث التالية:
1. البيع المسبق أو اختبار فكرة الدورة التدريبية
تحدثت في مقالين سابقين عن أهمية البيع المسبق للدورة التدريبية، وكذلك اختبار فكرة الدورة التدريبية. في الحالتين أنت بحاجة إلى وضع سعر لدورتك يساعدك على جذب العملاء، ومن هنا يمكنك الاعتماد على السعر المنخفض، وذلك لحين صدور الدورة الأساسية.
2. الحجز المبكر
يشيع كثيرًا استخدام هذه الاستراتيجية عند بيع الدورات التدريبية، إذ يتم وضع سعر للحجز المبكر للدورة، وبعدها يعود سعر الدورة إلى الرقم الأصلي. بالتالي، يمكنك في فترة الحجز المبكر الاعتماد على بيع الدورة بسعر أقل من المعتاد لجذب العملاء، ولكي تصل دورتك إلى أكبر عدد من الأفراد.
3. حل أخير لجذب العملاء
في بعض الأحيان قد يكون من الصعب الوصول إلى العملاء، لذا يمكنك استخدام التسعير المنخفض كحل أخير لجذب العملاء، وذلك حتى تقدر على بناء قاعدة جماهيرية مناسبة. من المهم ألّا تتسرع في استخدام هذه الاستراتيجية، وأن تتأكد قبلها أنّ هذا هو الحل الأخير فعلًا، بعد فشل جميع الحلول التسويقية الأخرى.
7 أسس تساعدك على تسعير الدورة التدريبية بطريقة صحيحة
الآن أنت تفكر في السؤال الأهم: كيف يمكنني تسعير الدورة التدريبية بطريقة صحيحة؟ وهذا التفكير منطقي بالطبع. يجب أن تدرك أنّه لا توجد طريقة واحدة تصلح للجميع، لكن توجد بعض الأسس التي يمكنك الاعتماد عليها لأخذ قرار تسعير الدورة التدريبية.
1. لا تسعّر دورتك التدريبية وفقًا لطول الدورة
في الحقيقة يعد طول الدورة التدريبية أمرًا أساسيًا، يشغل عقل أي مدرب عند التفكير في إنشاء دورته التدريبية.
إذ يشيع الاعتقاد بأنّ طول الدورة التدريبية يترتب عليه بالتبعية زيادة القيمة المحتملة من الدورة، وإقبال الجمهور على شرائها. ومن ثم يعتقد صنّاع الدورات التدريبية أنّه يمكنهم تسعير الدورة التدريبية وفقًا للطول.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن طول الدورة التدريبية المناسب يمكنك قراءة المقال التالي: ما هو طول الدورة التدريبية المثالي على الإنترنت؟
من الأمور المهمة عند أخذ قرار تسعير الدورة التدريبية ألّا تفعل ذلك اعتمادًا على طول الدورة، أيًا يكن طول الدورة فلا تربط ذلك مع السعر، بل اجعل الأمر مرتبط دائمًا مع القيمة.
2. حلّل المنافسة جيدًا
من الضروري تحليل المنافسة جيدًا قبل تسعير الدورة التدريبية. السر في ذلك هو أنّك بحاجة إلى معرفة مقدمي الدورات الأخرى، وما هي الموضوعات التي يعملون بها، وكذلك ما هي الأسعار التي يبيعون بها، وما هي نسب إقبال العملاء على دوراتهم التدريبية.
بالطبع لا يعني ذلك أنّه يجب عليك تقديم سعر أقل منهم، أو حتى عرض سعر متوسط بعد المقارنة بين مقدمي الدورات. المطلوب هو أن تفهم أكثر عن سوق الدورات التدريبية في مجالك، بحيث يكون لديك توقعات بشأن طرق التسعير التي يمكنك الاعتماد عليها.
3. حدّد القيمة النهائية من دورتك التدريبية
هذه هي الجزئية الأكثر أهمية عند تسعير الدورة التدريبية، وهي أن تفكّر جيدًا في القيمة النهائية التي تتوقع منحها إلى عملائك. كلّما زادت القيمة المتوقعة من دورتك التدريبية، سيساعدك ذلك على تسعير الدورة التدريبية براحة أكبر، وأخذ قرار التسعير المناسب لك.
من المهم هنا أن تخبر عملائك بهذه القيمة المتوقعة، مثلًا ستساعدهم دورتك التدريبية على توفير مال معين أو وقت في حياتهم، أو ستمكنهم من التطور إلى مستوى محدد في مسيرتهم المهنية. عندما يقتنع جمهورك بالقيمة، سيجعلهم ذلك أكثر تقبلًا لقرارات التسعير التي تضعها.
4. فكّر في البدائل الأخرى المتاحة لعملائك
واحدة من الأمور المهمة عند تسعير الدورة التدريبية، التي يتجاهلها بعض الأشخاص أحيانًا، هي ضرورة التفكير في البدائل المتاحة لعملائك للوصول إلى المعلومات. على سبيل المثال، إذا كانت المعلومات متوفرة بسهولة على الإنترنت في مقالات أو فيديوهات، سيجعل ذلك قرار التسعير أكثر صعوبة بالنسبة لك.
من الناحية الأخرى، كلّما كنت تعمل في موضوع متخصص، وتقدم لعملائك محتوى لا يمكنهم الوصول إلى مثيل له بسهولة في أي مكانٍ آخر، سيجعلك ذلك أكثر قدرة على تسعير الدورة التدريبية وفقًا لرغبتك.
5. استفِد من مكانتك في السوق
إذا كنت تقارن بين حضور دورة تدريبية لشخصين، أحدهما يقدم محتوى وله خبرة وسمعة جيدة في السوق، والآخر لا يزال في بداية الطريق، من ستفضل؟ على الأغلب سيقرر الكثير من الأشخاص حضور الدورة التدريبية للشخص الخبير، للاستفادة من مكانته المعروفة في السوق.
لا يعني ذلك أبدًا أنّ الدورة التدريبية الأخرى أقل في الجودة، بل ربما تكون أعلى أو مساوية لها، لكن عندما يتعلق الأمر بقرارات الشراء، يحاول الأشخاص البحث عن دليل اجتماعي يساعدهم على أخذ قرار الشراء، ومن بين هذه الأدلة هي سمعة المدرب ومكانته.
أنت تتساءل الآن: ماذا لو لم تكن لديّ مكانة حالية في السوق نتيجة عدم عملي في المجال؟ في هذه الحالة يمكنك بناء مكانتك الشخصية والوصول إلى الجمهور، من خلال مثلًا كتابة مقالات مع مواقع تقبل مقالات ضيوف، وغيرها من أنشطة التسويق الذاتي.
6. اختبر نقاط سعرية مختلفة لدورتك
في النهاية يجب أن تدرك أنّ كل شيء يعتمد على الاختبار والتجربة، لا سيّما في مسألة تسعير الدورة التدريبية. لذا، يجب عليك التفكير بشأن اختبار نقاط سعرية متنوعة لدورتك التدريبية، فهذا سيساعدك على تحويل افتراضاتك إلى أرض الواقع، وستعرف مدى الاستعداد الحقيقي من العملاء لدفع المقابل المتوقع للدورة.
من المهم أن تلحق هذا الاختبار بعملية تحليل ومتابعة دورية، وتقارن بين معدلات الوصول والإنفاق على كل نقطة سعرية. في هذه الحالة يجب عليك التفكير في معدل التحويل، وهو يعني عدد المستخدمين الذين اتخذوا الإجراء مقارنةً بعدد الأشخاص الذين وصلت إليهم.
في الدورات التدريبية معدل التحويل هو عدد الأشخاص الذين اشتروا الدورة التدريبية مقارنةً بعدد الأشخاص الذين وصلت إليهم في أنشطة التسويق. من خلال تحليل معدل التحويل ستكون لديك صورة أكثر وضوحًا بشأن أفضل تسعير لدورتك التدريبية.
7. تذكّر هدفك من الدورة التدريبية
بالنسبة لي تعد هذه النقطة مهمة جدًا لأخذ قرار تسعير الدورة التدريبية، وهي ضرورة تذكّر الهدف من الدورة التدريبية بالنسبة لك. على سبيل المثال، إذا كان الهدف هو تحقيق دخل إضافي، فهنا ستركّز على محاولة اختيار أفضل سعر ممكن لدورتك التدريبية، ليحقق لك مبيعات عالية من ناحية مقدار المال.
أمّا إذا كنت تستخدم الدورة التدريبية لأهداف أخرى، مثلًا كمغناطيس للجذب بهدف بناء القائمة البريدية، في هذه الحالة يمكنك التفكير بتسعير بسيط للدورة التدريبية، أو يمكنك حتى بيعها مجانًا. سأخبرك في الفقرة الأخيرة من المقال بثلاث حالات يمكنك فيها بيع دورتك مجانًا.
المهم هو إدراكك لأنّ هدفك من الدورة التدريبية يتحكم في قرار تسعيرها النهائي، وكذلك طريقة استخدامها في عملك، لذا يجب وضع هذا الهدف نصب عينيك طوال الوقت، لتأخذ قرارات صحيحة وفقًا لذلك.
كيف تزيد من قيمة دورتك التدريبية لتقدر على زيادة السعر؟
عندما تضع تسعير مبدئي لدورتك التدريبية، ربما تفكّر أنّك ترغب في حصد المزيد من الأموال، ومن ثم تريد فعل ذلك بزيادة سعر دورتك. يمكنك فعل ذلك بطريقتين. الأولى زيادة سعر الدورة التدريبية بصورة عادية، ولكن هذه لن تكون مشجعة للعملاء. الثانية أن تقدم ميزة إضافية لدورتك، تجعل العملاء يشعرون بأنّ الأمر يستحق هذا الفارق في السعر. يمكنك فعل ذلك باستخدام واحدة من الاستراتيجيات التالية:
1. التركيز على تعليم شيء محدد جدًا
من المعروف أن التخصصية هي ميزة قوية يمكن استثمارها دائمًا في جميع المجالات. لذا، يمكنك التركيز في دورتك التدريبية على تعليم شيء محدد جدًا، بحيث يشعر العملاء من خلال ذلك بالقيمة المتوقعة في دورتهم التدريبية.
كلّما نجحت في تحليل احتياجات جمهورك جيدًا، ستقدر على تحديد أكثر شيء يهتمون بمعرفته، وكذلك يدركون قيمته، وهو ما سيساعدك على تسعير الدورة التدريبية بالطريقة التي تريدها.
على سبيل المثال، إذا كنت تقدم دورة تدريبية لتجاوز المقابلة الشخصية، سيمكنك ذلك من جذب قطاع كبير من الجمهور. لكن إذا قدمت دورات تدريبية متخصصة، تتعلق بكيفية تجاوز المقابلة الشخصية في مجالات بعينها، ستجد أنّك تجذب الجمهور الذي يرغب في العمل بهذا المجال، وسيقبلون دفع مال أكثر مما يدفعونه في دورة عامة عن المقابلة الشخصية، لأنّ تخصصية الدورة تستحق الفارق المالي في تقديرهم.
2. إنشاء مجتمع لطلابك وتنظيم لقاءات مستمرة معهم
من الجيد في الدورات التدريبية أن تحرص على إنشاء مجتمع يضم طلابك الذين يشتركون في دوراتك التدريبية، وأن توضح لهم الفائدة المحتملة من المجتمع. مثلًا يمكنهم في المجتمع طرح الأسئلة التي يريدونها، وتبدأ في تقديم الإجابات المناسبة لها.
يمكنك إنشاء المجتمع بطريقة سهلة من خلال المجموعات على فيسبوك، أو حتى يمكنك بناء منتدى تابع لمنصتك، بحيث تضمن وجود الجمهور معك على موقعك، فيتابعون كل جديد تقدمه.
لا يجب أن يتعلق الأمر فقط بالمجتمع، بل يمكنك أيضًا الحرص على تنظيم لقاءات مستمرة مع طلابك، سواءٌ في لقاءات محددة المواعيد شهريًا، أو حتى من خلال تقديم جلسات تدريبية من حين لآخر، مع الحرص على تقديم استشارات فردية للراغبين في ذلك، فتظل على تواصل مستمر مع جمهورك.
3. تقديم موارد قابلة للتحميل مع الدورة التدريبية
يحب الجمهور الوصول إلى الموارد التي يمكنهم استخدامها، مثل: النماذج الجاهزة للكتابة، دراسات الحالة المسجلة، وغيرها من الموارد المفيدة. لذا، يمكنك تقديم مجموعة من الموارد ذات الصلة بدورتك التدريبية، مع إتاحتها للتحميل، ليقدر عملاؤك على الاحتفاظ بها بصورة مستمرة حتى بعد انتهاء الدورة التدريبية.
إلى جانب استفادة الجمهور من هذه الموارد، سيؤدي وجودها معهم إلى تذكّرك باستمرار عندما يستخدمونها في أعمالهم اليومية، وهو ما يزيد من ولائهم إليك، وقد يعودون لك إذا كنت تقدم المزيد من الدورات التدريبية، أو على الأقل سيفكرون بك كخيار أول عند حاجتهم للمساعدة.
4. عقد شراكات ذات قيمة لجمهورك
لا شك أنّ الشراكات ذات قيمة كبيرة بالنسبة لك، والحقيقة أنّها ذات قيمة لعملائك كذلك. لذا، من الجيد أن تركّز على عقد شراكات مع جهات يمكن لعملائك الاستفادة منها. لا يتعلق الأمر فقط بشراكات مع جهات تقدم دورات تدريبية، بل أي جهة يمكنها تقديم موارد مفيدة للجمهور.
على سبيل المثال، إذا كنت تقدم دورة تدريبية عن كتابة السيرة الذاتية، يمكنك عقد شراكة مع أحد المواقع التي تقدم نماذج متعددة لكتابة السيرة الذاتية، ومن خلال ذلك تتيح لعملائك اشتراك مجاني في هذه المواقع، أو حتى الوصول على النماذج داخل دورتك التدريبية.
سيساعدك ذلك على تسعير الدورة التدريبية وزيادة السعر كمقابل لهذه القيمة، وفي الوقت ذاته سيشعر العملاء أنّهم حصلوا على صفقة رابحة.
5. توفير خيارات سعرية مختلفة
كثيرًا ما يرتبط البيع مع الحيل النفسية، وهذا الأمر ينطبق على تسعير الدورة التدريبية. عندما تقدم دورتك التدريبية والخيارات الإضافية الخاصة بها بسعر واحد، ستجعل عميلك يقارن دورتك مع المنافسين. لكن عندما تقدم له خيارات سعرية مختلفة، مع تضمين مزايا متنوعة في كل خيار، ستجد عميلك يقارن بين خياراتك أنت، وأيًا يكن خياره فهذا لصالحك.
لذا، من الجيد التركيز على تقديم خيارات سعرية متنوعة لجمهورك، مع وضع أنسب خيار من بينهم في وجهة نظرك في المنتصف، فهذه حيلة أخرى إذ يميل العديد من الأشخاص لاختيار الخيار في المنتصف، لشعورهم أنّه يمنحهم مميزات مقبولة ومتوسطة بين مختلف الخيارات
6. تقديم شهادات لإتمام التدريب
يبحث الكثير من الأفراد عن امتلاك شهادات من التدريبات التي يشاركون بها. لذا، يمكنك الحرص على تقديم شهادات مع دوراتك التدريبية، فهذه قيمة في ذاتها رغم أنّها ربما لا تكلّفك أي شيء. بالطبع كلّما كانت سمعتك جيدة في هذا المجال، يزيد ذلك من قيمة الشهادة بالنسبة لعملائك.
بالطبع من المهم أن تحرص على ذكر كل هذه المميزات في صفحة مبيعات الدورة التدريبية، وإذا توجد خيارات تسعير مختلفة توضحها داخل صفحة المبيعات، حتى تشجّع العملاء على الشعور بأنّها صفقة رابحة تستحق المبلغ المتوقع في دورتك التدريبية.
أخيرًا، متى يمكنك بيع دورتك التدريبية مجانًا؟
بالطبع لا يهدف بيع الدورة مجانًا إلى التسبب في خسارتك، لكن الفكرة الرئيسية من وراء ذلك، هي وجود أهداف أخرى بالنسبة لك تسعى إلى تحقيقها. يمكنك بيع دورتك مجانًا في الحالات الثلاث التالية:
1. بناء القائمة البريدية
لعل هذا هو الهدف الأبرز لدى العديد من أصحاب الدورات التدريبية من بيعها مجانًا، وهو بناء القائمة البريدية، إذ معروف أنّ وجود قائمة بريدية يمكنه استغلاله في تحقيق العديد من الأهداف المستقبلية، فكما يُقال: الأموال تكمن في القائمة البريدية.
من ثم يمكنك بيع دورتك مجانًا، على أن يساهم ذلك في امتلاك قائمة بريدية ناجحة، تتضمن وجود عملائك المستهدفين، بحيث يمكنك من خلالها بيع الدورات القادمة بالنسبة لك، أو حتى إعادة تسعير الدورة التدريبية الحالية وبيعها بمقابل مادي للعملاء القادمين، ويمكنك استغلال ذلك أصلًا في تسويق دورتك، وتوضيح أنّك تبيعها حاليًا مجانًا ولفترة محدودة.
2. تعليم وتثقيف العملاء الجدد
يلجأ الكثير من العاملين في صناعة البرمجيات إلى صناعة الدورات التدريبية، بهدف تثقيف العملاء وتعليمهم بالطريقة الصحيحة لاستخدام المنتج أو الخدمة الخاصة بهم، إذ يشيع أن يواجه العملاء بعض التحديات في استخدام المنتجات البرمجية، وتثقيفهم بشأن المنتج يقلل من المشكلة، ويشجع العملاء على اتّخاذ قرار الشراء.
هذا ما فعلته شركة Wishpond لعملائها، من خلال تقديم دورات تدريبية مجانية لهم. بعد نهاية التجربة، وجدوا أنّ العملاء الذي حصلوا على هذه الدورات، أجروا ترقية من الخطط المجانية إلى المدفوعة بمعدل أعلى بنسبة 380% من العملاء الذين لم يشتركوا في هذه الدورات، وهو ما يوضح أهمية تعليم العملاء، وإمكانية فعل ذلك من خلال بيع الدورات التدريبية مجانًا.
3. تقديم الدورة التدريبية كمصدر للمكافأة لإجراء عملية شراء أخرى
إذا كنت تبيع منتجات أو خدمات أخرى، فيمكنك في هذه الحالة تقديم الدورة التدريبية مجانًا كمكافأة لعملائك كجزء من صفقة الشراء، وذلك بهدف تشجيعهم على شراء منتجاتك التي تقدمها.
على سبيل المثال، إذا كنت تقدم برنامج تدريبي في أرض الواقع، يمكنك الاستفادة من تقديم الدورة التدريبية على الإنترنت مجانًا للعملاء الذين سيشتركون في البرنامج التدريبي. في هذه الحالة ستجد أنّه يمكنك تسعير الدورة التدريبية وبيعها للآخرين دون أي مشكلة، وستصبح امتيازًا مجانيًا لهؤلاء الذين يشتركون في البرنامج التدريبي.
الخاتمة
بالتأكيد قرار تسعير الدورة التدريبية على الإنترنت ليس قرارًا سهلًا على الإطلاق، ويتطلب دراسة وتفكير عميق، وكذلك المرونة للتعامل مع المتغيرات التي تحدث في أرض الواقع. لذا، حاول الالتزام بالأسس والاستراتيجيات التي تحدثنا عنها، لتبدأ رحلة بيع دورتك التدريبية بنجاح، وتتمكن من جمع الأموال.